حقائق مدهشة عن الأخطبوط
أُصيب العاملون في محمية سياتل المائية بالحيرة الشديدة أمام لغز موت سمك القرش في حوض المياه فقد أعتادوا العثور على أسماك قرش ميتة داخل الحوض دون معرفة السبب في ذلك, هل ماتت أسماك القرش لأنها مريضة؟ أم ماتت بسبب أسماك أقوى منها؟!! لذلك فقد أصروا على معرفة السبب الحقيقي من خلال تثبيت كاميرات في الحوض ومراقبة اسماك القرش لمعرفة الفاعل الحقيقي, وكانت المفاجأة!!!
بينما كانت إحدى أسماك القرش تسبح في الحوض وتبتعد الأسماك الصغيرة عن طريقها وأثناء مرورها فوق مجموعة من الصخور الملونة دبت الحياة فجأة في إحداها حيث أمسكت ثماني أذرع كبيرة بسمكة القرش من كل الإتجاهات وعلى الرغم من مقاومة سمكة القرش لهذه الأذرع إلا أنها استسلمت في النهاية وسكنت تماما, لقد كانت هذه الأذرع أخطبوطاً والذي أخذ فريسته ليتناولها بعيداً, وبهذه الطريقة تم حل اللغز.
الأخطبوط كائن بحري أملس ورخو وهو يعتبر من اللافقاريات حيث لا يوجد له عمود فقري وهو يتميز بمقدرته على تغيير شكل جسمه بسهوله فيمكنه حشر جسمه في الأماكن الضيقة فضلاً عن قدرته على تغيير لونه فيمكنه أن يأخذ لون البيئة المحيطة به مما يساعده على صيد فريسته بسهولة كما حدث في موضوع سمكة القرش وأيضاً للأختباء من أعدائه. ومن المعروف أيضاً أن الأخطبوط حيوان أصم ولكنه يمتلك عينان قويتان تبصران بشكل جيد ويحيط برأسه ثمانية أذرع فإذا فقد ذراعاً من الأذرع تنمو له بعد فترة ذراع جديدة.
ويوجد حوالي 250 نوعاً من الأخطبوط تعيش كلها في المحيط بالإضافة إلى قدرة بعضها على المعيشة في مياه المحيط المتجمد الشمالي, تعيش بعض هذه الأنواع في القاع والبعض الآخر يعيش بالقرب من السطح وتوجد بعض الأنواع الأخرى التي تعيش في أعماق تصل أحياناً إلى 800 متر ومن الممكن أن تصل إلى 7 كيلو متر تحت سطح البحر, تصل بعض أنواع من الأخطبوط إلى أحجام كبيرة فيصل طول أكبرها وهو أخطبوط المحيط الهادي إلى 6 أمتار في حين أنه توجد أنواع من الأخطبوط غاية في الصغر لا يتجاوز حجمها حجم عملة معدنية مثل أخطبوط كاليفورنيا القزمي.
صورت بعض أفلام السينما الأخطبوط على أنه كائن ذو قوة خارقة يمكنه إغراق السفن وإحداث الكوارث ولكن كل هذا من باب المبالغة فالأخطبوط يعيش في الأعماق وربما يبدو ضعيفاً ورخواً مقارنة بالحيوانات البرية إلا أن الوضع يختلف تماماً تحت الماء فيتميز الأخطبوط بقدرته على السباحة بسرعة مذهلة حيث يمتص مياه البحر من خلال تجويف داخل جسمه ثم يضخه مرة أخرى إلى الخارج عبر قناة تسمى القمع هذا فضلا عن قدرته على الزحف فوق قاع المحيط وذلك بإنزلاق أذرعه فوق الصخور وداخل الشقوق أثناء بحثه عن طعامه من المحار والأسماك الصغيرة.
تغطي أذرع الأخطبوط ممصات شبيهة بالأكواب مسئولة عن حاسة الشم والتذوق وهو يستخدمها أيضا في إطباق قبضته على فريسته بحيث لا يمكنها الفرار فتلتصق الممصات بالفريسه وتمسكها بإحكام وبعدها يبدأ الأخطبوط باستخدام فكيه في تقطيع الفريسة وإلتهامها, لا تقف الأصداف الصلبة حائلاً أمام الإخطبوط فهو يستخدم لسانه الشبيه بآلة الثقب لعمل فتحة في الصدفة ويساعده أيضا لُعابه السام ليشل حركة الصدفة وإضعاف عضلاتها ثم فتحها.
تضع أنثى الإخطبوط ما يقارب المائة ألف بيضة وهي مستعدة للدفاع عنها حتى الموت وتلجأ بعض أنواع الأخطبوط مثل أخطبوط المحيط الهادي العملاق إلى إخفاء بيضها في أوكار بعيدة عن الأعداء وتكون هذه الأوكار محمية بصخور من حولها حيث يصعب دخول الأسماك المفترسة إليها, ولا يتجاوز حجم البيضة حجم حبة الأرز حيث تضعه الأنثى في سقف الوكر بعناية ثم تمكث في الوكر دون أكل أو راحة لتظل ترعى البيض وتنظفه من الطحالب والبكتريا وتنفث عليه بين الحين والآخر المياه حتى يصل إليه أكبر قدر من الأكسجين. يفقس البيض في خلال ستة شهور وتموت الأم وذلك نظرا لإمتناعها عن الطعام لفترة طويلة.
من الحيل الغريبة التي يلجأ إليها الأخطبوط في حالة مهاجمة أحد الكائنات البحرية المفترسة له أنه ينفث حبراً داكن اللون من قمعه وفي هذه الحالة يعجز أعدائه عن رؤيته وهذا ليس كل شيء بل أيضا يُفقد هذا الحبر الأعداء قدرتهم على الشم فلا يمكنهم حتى أن يتتبعوا الأخطبوط الهارب, الأدهى من ذلك أن الأخطبوط في بعض الأحيان يستغل قدرته على تغيير لونه وشكله ليتنكر في شكل أحد الأسماك مثل سمكة أسد البحر المفترسة ذات الزعانف الحادة والسامة وهو الأمر الذي يجعل الأعداء يهربون من أمامه في الحال دون حتى أن يتأكدوا من أن هذا أخطبوط وليس سمكة أسد البحر. وفي النهاية يعود الأخطبوط لشكله مرة أخرى ليمر الموقف بسلام.