مثلث برمودا اللغز الذي حير العالم
يعتبر مثلث برمودا الشيء الأكثر غموضا على ظهر الأرض رغم ما توصل إليه العلم من تقدم علمي وتكنولوجي إلا أن مسألة مثلث برمودا باتت تمثل اللغز الأكبر الذي لم يعثر له على أي تفسير حتى الآن رغم وجود أفتراضات كثيرة لمحاولة حل هذا اللغز ولكنها تظل في النهاية مجرد افتراضات واجتهادات لبعض الباحثين والعلماء ولازال الغموض يسيطر على هذا الجزء الغامض الموجود غرب المحيط الأطلسي والذي ابتلع بداخله آلاف السفن والطائرات التي لم يعثر على أي أثر لها حتى الآن
ومثلث برمودا هو مثلث افتراضي يمتد غرب المحيط الاطلسي باتجاه الساحل الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا وتبلغ مساحته نحو 770000 كم مربع يحث يوجد رأس المثلث عند جزيرة برمودا شمالا ورأسه الجنوب شرقي في جزيرة بورتريكو ورأسه الجنوب غربي في ميامي بولاية فلوريدا وبالنظر إلى هذه المنطقة على الخريطة نجد أنها تأخذ شكل المثلث , ويُرجع البعض سبب تسمية مثلث برمودا بهذا الأسم إلى حادثة أختفاء سرب طائرات أمريكي يُسمى السرب 19 حيث كان يطير فوق هذه المنطقة على شكل مثلث مكون من خمس طائرات وبعدها تم اختفاء السرب تماما
ويتكون مثلث برمودا من 300 جزيرة لم تطأها قدم أي انسان حتى الآن وكان أول من مر من هذه المنطقة هو كريستوفر كولمبوس الرحالة المشهور والذي حكى عن أشياءاً عجيبة شاهدها في هذه المنطقة الغريبة حيث روى أنه قد شاهد كرة من نار تهبط داخل المحيط بالإضافة لإختلال البوصلة الخاصة بالسفينة وأشياء من هذا القبيل
وتحدث حالات الإختفاء في نقطة معينة داخل مثلث برمودا وهي تقع شمال غرب المحيط الأطلسي وتعرف ببحر ساراجاسو وهي منطقة كبيرة تتميز مياهاها بالسكون فهي أشبه بالبحر الميت عديم الأمواج ويطفو على سطحها نوع من حامول البحر يسمى ساراجاسام الذي يوجد بكميات كبيرة في تلك المنطقة ويتسبب في إعاقة السفن والبواخر حيث يُذكر أن كريستوفر كولمبوس عندما كان يبحر في هذه المنطقة باحثا عن شاطيء يرسو عليه أعتقد أنه أقترب بالفعل من الشاطىء ولكنه في النهاية لم يجد شيئا
وتوجد قصص عديدة لبحر ساراجاسو حيث اطلق عليه الملاحون أسماء عديدة مثل " بحر الرعب " أو " مقبرة الأطلنطي " وذلك لما شاهدوه من أهوال اثناء ابحارهم في هذه المنطقة حيث اشارت بعض الرحلات في هذا البحر إلى وجود اعداد كبيرة من السفن والقوارب غارقة في أعماق البحر وترجع تاريخها إلى أزمنة مختلفة منها ما يرجع إلى بداية تاريخ إبحار الإنسان ويوجد في الأعماق الكثير من الهياكل العظمية لبحارة وركاب هذه السفن
وتتعدد ظواهر الإختفاء داخل مثلث برمودا ومعظم السفن التي تم اختفائها هي سفن تابعة للولايات المتحدة الأمريكية حيث يُذكر أن أول حادثة اختفاء تم رصدها كانت للسفينة الأمريكية " انسرجنت " وكان على متنها حوالي 340 راكبا وبعدها الغواصة " سكوربيون " عام 1968 م وعلى متنها 99 بحارا
من السفن التي تم اختفائها السفينة الانجليزية " أطلنطا " وعلى متنها 299 راكبا وكان ذلك عام 1880 م وفي عام 1918 م السفينة الأمريكية " سايكلوب " وعدد ركابها 309 فرد
ولعل حكاية السرب 19 الأمريكي من الحوادث التي سمحت للبعض بالتحدث إلى بعض الذين تم أختفاءهم داخل المثلث وذلك قبل الاختفاء التام بلحظات قليلة وهو الأمر الذي زاد الأمر غموضا وجعل تفسيره أكثر تعقيدا , السرب 19 الأمريكي هو السرب الذي سميَ على أسمه المثلث حيث كان يتكون من 5 طائرات كانت تطير على شكل مثلث أقلعت هذه الطائرات في الساعة 12 ظهرا كان قائد السرب ويُدعى تشارلز تيلور طائرته هي رأس المثلث وبالرغم من أن الظروف الجوية في ذلك اليوم كانت جيدة جدا إلا أن السرب اختفى تماما ولم يعثر على أثره حتى الآن
وتبدأ قصة اختفاء السرب 19 عند الساعة 3:15 ظهراعندما كانت القاعدة في انتظار رسالة لاسلكية من القائد لتحديد ميعاد الهبوط وإخباره بتعليمات الهبوط ولكن حدث أمرا آخر حيث تلقت القاعدة رسالة غريبة من قائد السرب كالتالي:
" قائد السرب: نحن في حالة طواريء يبدو أننا خرجنا عن خط السير لا استطيع رؤية الأرض - القاعدة: حدد مكانك بالضبط - القائد: لا استطيع تحديد مكاني ولا أدري أين نحن يبدو أننا في الفضاء الخارجي - القاعدة: استمر في الاتجاه ناحية الغرب -القائد: لا استطيع تحديد جهة الغرب كل شيء أمامي غريب ومشوش" وانقطع بعدها الاتصال إلا أن القاعدة تمكنت من سماع بعد الرسائل اللاسلكية بين طائرات السرب والتي كانت مفادها نفاد الوقود وأنه لا يكفي إلا لمسافة 75 ميلا وأيضا استغراب الطيارين من قراءات البوصله والتي كانت تشير إلى الأتجاهات بطريقة غير مفهومة وبعدها تم أرسال وحدات إغاثة كان في مقدمتهم الطائرة العملاقة " مارتين مارينز " المكونة من 30 شخصا
وفي الرابعة بعد الظهر عاود الاتصال مرة أخرى وأرسل قائد السرب الرسالة التالية:
" القائد: لا أدري أين نحن أعتقد أننا نطير فوق مسافة 225 ميل شمال شرق القاعدة نعتقد أننا فوق خليج المكسيك وبعدها بدأ الاتصال يضعف حتى أنقطع تماماً وكانت اخر رسالة من قائد اسرب مفادها أننا نطير فوق مياه بيضاء اعتقد أننا فُقدنا تماما وبعدها بلحظات تلقت القاعدة رسالة إغاثة من الطائرة " مارتن مارينز " ثم أنقطع الاتصال بعدها تماما
بدأت مجموعة من الطائرات رحلات البحث عن السرب 19 والطائرة " مارتن مارينز " ولكن حلول الظلام قد أعاق عمليات البحث وعند الفجر خرجت قوة بحث كبيرة تتكون من 300 طائرة والعديد من قوارب الاغاثة واللنشات والقوارب وتمت عمليات البحث لعدة أيام ولكن دون جدوى حيث لم يظهر للسرب ولا للطائرة " مارتن مارينز " أي أثر ولكن حدثت مفاجأة لم تكن متوقعة حيث أرسل قائد السرب "19" رسالة لاسلكية لم تكن مفهومة ولم يستطع أحد تفسيرها ولكن المثير للدهشة كيف أرسلت الطائرة هذه الرسالة رغم أنه من المفترض نفاذ الوقود منذ فترة كبيرة ولكن يظل السر حتى الآن غير معلوم لأحد إلا الله سبحانه وتعالى