"Happy" ، كلمة من ضمن تلك الكلمات التي درسناها
في الصف الأول الإعدادي وكانت السنة الأولى التي ندرس فيها
الانجليزي (مدارس حكومة بقى)، وإيمانا منى بأننا شباب
نساي فسأذكركم بمعناها وفقا للقاموس
"Happy" تعني "سعيد"
وهي صفة تفيد الفرح والسعادة والابتهاج .
سعيد يعني"Happy" لم أفكر في معناها من قبل إلا بوصفها
مجرد كلمة في لغة أخرى تعبر عن معنى السعادة في لغتنا ألام
ولكن هناك من فكر في معنى مختلف لهذه الكلمة في اللغتين معا
وهو الشاعر المصري "عمر نجم" في ديوانه "يا نخل لو تنحني"..
كانت المرة الأولى التي أعرف فيها اسمه أو أقرأ له في معرض الكتاب
الماضي ولم يكن الموضوع مكلف بالمرة لأني وجدت الكتاب
في عرض ولا عروض مساحيق الغسيل من خلال مكتبة الأسرة
التي تعطيك الحق في امتلاك 20 كتاب بخمسة جنيهات فقط
(يا بلاش) واحسبها أنت.
كان اسم الديوان (يا نخل لو تنحني) جديد ومفيد ومعبر أمسكته بيدي
وقررت أن أضمه إلى أخواته الـ 19، واليكم هذه القصيدة :
أنا مش هابى !
أنا مش نبى ..
لكني بسعى عشان أكون ..
يا دوب بشر ..
من يوم ما ع الدنيا وعيت ..
وأنا مش سعيد ..
وكان مدرس الانجليزي في الصعيد ..
راجل كشر ..
وكان يقول..
يا عيال .. سعيد يعنى Happy
فنقول وراه ..
الكلمة تخرج من حلوقنا ع الشفاه ..
ولا عمرها دخلت قلوب ..
.................
أنا مش نبى ..
لكن في ليلة ..
من بنات ليلي الطويل الغيبه ..
شفت الرسول ..
الأمي طه ابن مكة العربي ..
البدر يومها في السما ..
كان مكتمل ..
فارد جناحه ع النجوم ..
حِبين ..
مفيش بينهم كلام غير القٌبل ..
أما الرسول ..
فكأنه في يوم هجرته ..
لمدينته زاحف بالجمل ..
اللي حمل ..
على السنام أغلى البشر ..
وكان تهامي وكان قمر ..
أجمل ما شفته في المنام ..
وجهه المليح ..
من جبهته ..
كان الندا طارح سنا ..
حلفته بالحبشي بلال ..
وندهته ساعة الآدان ..
قلة حنان ..
يرتوي منها العطش فوق الجبال ..
وأحلى غنا ..
حلفته بعيسى المسيح ..
أن يستريح إلى جواري لحظة ..
كي يستريح ..
قلبي المتيم والدبيح ..
من عبيره ميت سنه ..
...............
صحيت عيوني وارتجفت بارتعاش ..
-ولو أني لسه في المنام-
ورجعت من تاني جنين ..
وكأنه في لحظة ما عاش ..
إلا بريء ..
ملهوش طريق غير الحنين ..
لملمت روحي بالانكماش ..
ورا الحيطان الضيقين ..
اللي بتسندها النواية ..
ومعرشينها بالصفيح ..
أجمل ما شفته في المنام ..
وجهه المليح ..
...............
وبعزم ما في ناديت ..
يا سيــــــدي ..
أنا هويت هذا الوطن ..
ملقتشي فيه تمن الكفن ..
لما انتهيت ..
يا سيدي يا مصطفى ..
العدل م الدنيا اختفى ..
وأنا مش سعيد ..
أنا مش Happy ..
والكلمة ِدي انجليزي ..
باختصار يعني روم ..
يا سيدي يا مصطفى ..
بعد ما غاصوا في العلن ..
وفي الخفا ..
وصلوا لِحرام النوم ..
واستخبوا ..
في المراتب وفي نسيج الألحفة ..
وإحنا عبيد ..
لا عاد عمر ..
ولا عاد لنا ابن الوليد ..
إحنا عبيد ..
وسيدنا مش هو الإله ..
سيدنا قابض ع الوريد ..
قتل النشيد ..
ورفعنا صوره من جديد ..
تتباهى بيها الأغلفة ..
ومعدشي لينا غير سنان ..
لو تنفتح.. منها تبان ..
معدة وخاوية من زمان ..
مشتاقة طحن الأرغفة ..
..........................
أنا مش نبي ..
لكني بسعى عشان أكون ..
وإزاي
حاكون ..
والدم
مالي
الأرصفة ؟!
* الاربعاء24 أغسطس 1988
.........
كانت هذه هي القصيدة التي تذكرتها عندما شعرت بأنني
لست الوحيدة الــ "مش Happy " ، قد يكون السبب غير معروف
ولكننا اشتركنا جميعا في صفة واحدة عبر عنها عمر نجم
(الذي رحل عن دنيانا عام 95 دون أن يشعر به أحد)
بطريقته الخاصة ...
الصدفة وحدها جعلتني أقرأ على باب عمارتنا جملة
مكتوبة بالطباشير ، وواضح أنها من بقايا لعب أطفال العمارة ..
الجملة تقول ..
" if yoy want to be happy ..
شد اللحاف .. وصلي ع النبي .. "
عمر نجم في قصيدته ، جمع بين الـــ "Happy" والــ "نبي" ..
حتى قبل أن يفكر أطفال العمارة في اللعب ..
شوية فلسفة .. مرت في عقلي .. وأنا على سلم العمارة ..
في نفس اليوم الذي قرأت فيه القصيدة
منقول